الأربعاء

حوار هادئ مع اهل السياسة في العراق


اختلف اهل السياسة في تعريف سياستهم التي يتحكمون من خلال دهاليزها بمصائر العباد والبلاد ، وذهب بعض اهل السياسة الى دعم نظرية ان السياسة علم بينما اكتفى البعض الاخر بوصفها بانها فن ، بينما يذهب المؤرخون بعيدا في تحليلهم وتفكيكهم لاصل الكلمة بزعمهم ان كلمة سياسية اشتقت من اليونانية من كلمة بولس و تعني الدولة المدنية و يقصد بها "القلعة في قلب المدينة" ، و السياسة هي جزء من محاولة الإنسان المستمرة لفهم نفسه ومحيطه ، و علاقاته مع الآخرين الذين يتعامل معهم و السياسية هي دراسة الدولة و مؤسساتها و أجهزتها و المهام التي تقوم بها هذه المؤسسات و الأجهزة و الغايات التي أنشئت من اجلها ، و السياسة هي البحث عن العدالة و هي مفهوم القوة و النفوذ و السلطة ، مما تقدم يتضح ان اهل السياسة يتفرعون في تعريفهم لمهنتهم ان صح التعبير في وصف السياسة بكونها مهنة ، فكيف لمن يختلف على الصغائر ان يدير مكامن القوة والضعف لدى الكبائر الله وحده اعلم في علياءه ، نعود الى ساستنا في العراق باختلاف اطيافهم وايدلوجياتهم ومشاربهم واجنداتهم لنجد سياسة جديدة لم تذكر تفاصيلها في كل ما تقدم وربما تاخر من تعريف هذه الكلمة السحرية التي يجهل بنو البشر حدود قوتها ، السياسة الجديدة في العراق هي سياسة ازاحة الاخر ، او كما يطلق عليها المختصون (سياسة الاقصاء) ، لا اعرف الحكمة التي تدفع البعض الى اقصاء الاخرين لينفردوا في الحكم ، هل يمكن للجزء ان يحكم الكل بدون ان يكون لذلك الكل راي في الحكم ؟ ، لنفصل الاشياء اكثر ، الشارع العربي في العراق مقسوم الى شيعية وسنة واقليات ، والشارع الكردي مقسوم الى اسلاميين وعلمانيين وقوميين متشددين ، والشارع المسيحي مقسوم بحسب التحالفات بين الشارعين انفة الذكر ، والشارع الاقليات كل على حده يتقسم ويتفرع ويتوزع بين هذا الفريق او ذاك ، مناخ غير صحي لقيام الديمقراطية ابدا ، لنفصل اكثر ، القائمة العروبية ذات الوشاح العلماني واقصد (علاوي - المطلك - الهاشمي ) قائمة تحاول ان تعطي انطباع شمولي ولكنها تعاني من اختراق ايران لها من خلال بعض الحلفاء القلائل وقد زودني الكاتب العراقي الكبير محمد الشمري بمحادثة مطولة جرت بينه وبين فتاح الشيخ على الماسنجر يؤكد فيها فتاح الشيخ بانه مكلف باختراق التحالف اعلاه مما يجعل اي مشروع مستقبلي لهذا القائمة مرهون بحجم ذلك الاختراق الايراني ، القائمة الشيعية ذات الاقلية السنية المدرعة بالسلطة واقصد قائمة المالكي تعيش حالة من عدم الود مع المحيط وهنا لا اعرف على وجه الدقة كيف ستكون الاوضاع في حال الت اليها دفة السفينة ، المالكي غير متوزان في قربه وغير متوازن في بعده من شركاء الوطن وخصوم السياسة ، المالكي يفتقر الى ثقافة تقبل الاخر او الثقافة التشاركية ، القائمة الاخرى الشيعية قائمة الاتلاف وهي قائمة مكشوفة التوجه حولها مئات علامات الاستفهام والتعجب لا يمكنني التصور بان مشروع جزئي في بلد يتكون من اطياف واعراق مختلفة يمكنه ان يعيش او يساهم في تقدم او ازدهار ، السياسة في أوسع معانيها هي ذلك النشاط الذي يمكن الناس من صياغة القواعد العامة التي يعيشون في ظلها ، فكيف للجزء المتطرف ان يقود الكل المختلف ، القوائم السنية تتقاسمها العشائرية والقرب والبعد من المقاومة والبعث وهذا يجعلها مشاريع صدفوية لا معالم واضحه لها ، اما التيارات العشوائية واهمها التيار الصدري فلا معالم واضحه للتعامل مع اي شيء يمت للسياسة بصله فالزعيم غريب الاطوار والافعال والتصريحات يدرس في دولة متهمة بالتدخل في الشان العراقي وهذا مناقض لروح المواطنة نصفه داخل العملية السياسة والاخر خارجها والاخر يوهم المحيطين بانه خارج وهو في لب المشروع الطائفي للعراق ، اما الاكراد فيوحدهم حلك كركوك التي اعتقد انها ستكون سبب الخلاف المستقبلي داخل البيت الكردي حول نسب توزيع الكعكة الاشهى في العراق والمد الاسلامي الصوفي او اخوان المسلمين قد اعطوا نسبة وعي كبيره بدخولهم مستقلين ولكن في كل حال من الاحوال فان الاحزاب الكبيرة لن تمنحهم مساحة يمكنهم من خلالها خلق التغير الذي يحلمون به ، خلاصة الكلام وزبدة السياية بالنسبة لنا باننا لسنا بحاجة الان لتعويم الحقائق بل نحن بحاجه كشعب ان نجعل ساستنا على المقاعد الدراسية للحياة ونسالهم عن ما تعلموه طوال فترة دراستهم ومعايشتهم للسلطة عن قرب بعد ان حلموا بها لعقود ونحن من سنمنح النتائج كوننا القوة الاكثر تاثير بحسب منطق الاشياء الذي لا يقبل القسمة الا على نفسه

ليست هناك تعليقات: