الاثنين

و هل جزاء الإحسان إلا الإحسان

سألتني ذات يوم احدى الامهات و هى تشتكى لى ابنها لماذا ابنى يسىء معاملتى و يقسو على و غير بار بى ؟ بينما ابن جارتى يحسن لأمه و بار لها وهى بائسة ؟أجبتها سيدتى اسمحى لى أن أسالك هل كنت بارة بوالديك؟ أجابات: بالنفىهل أحسنت اختيار زوج صالح لك؟أجابت : أنها أختارت زوجها لأنها أعجبت بمظهره الخارجى و ثرائه فقط !!فقلت لها : سيدتى اسمحى لى أن أجبيك بصراحة ، الآباء هم قدوة الآبناء و هم مثلهم فى كل شىء و لابد أن يعلم أى أب أن يوماً ما سيكون ابنه مرآة له عندما ينظر فى هذه المرآة سيجد صورة من نفسه فيها بكل ما فيها من صفات حميدة و خبيثة ،سيدتى قبل أن تنظرى إلى أبناء جارتك انظرى أولاً إليها ثم إلى زوجها, تأملى جيداً و ستجدى أن جارتك أحسنت إلى نفسها أولاً ثم إلى أبنائها من بعدها عندما اختارت زوجاً صالحاً يقربها إلى الله, و هى من وضعت البذرة الطيبة بتفضيلها الدين و الخلق على أى أهواء زائلة ......أحسنت لأبنائها باختيار المربى الفاضل الذى سوف يغرس فيهم حب الله و طاعته و اجتناب معاصيه والآن هى تحصد ثمار الخير و البر.....و أنت ماذا فعلت؟أنت من أسأتى الاختيار!!و أنت من وضعت البذرة الخبيثة بعدم اختيار الزوج الصالح !!وسعيك وراء أهوائك الزائلة كما لو كان نتيجة اختيارك ستنصب عليك وحدك و ليس على أبنائك من بعدك و الآن تنتظرى حصاد ثمار طيبة مثل جارتك ، مستحيل !!كيف سيدتى ؟ إذا وجدتى يوماً ما من يزرع الأشواك و يحصد الأزهار عندئذ ستحصلين على الإحسان الذى تبغيه!!!سيدتى فاقد الشىء لا يعطيه !!!و لو كانوا وجدوا الإحسان منك عند الصغر كانوا سيردوه لك عند الكبر.....إن الأب الصالح للأسرة بمثابة البستاني الماهر للحديقة الذى يربى أبنائه على مكارم الأخلاق ليشبوا أشجار طيبة يستظل بخيرها....سافرت بين البلدان ، وتعرفت على الشعوب ، وتعلمت منهم ، ان من يزرع خيرا يحصد خيرا !! والعكس بالعكس صحيح !!لذا يا اخواتي واخوتي تخيرا لنطفكم فان العرق دساس

ليست هناك تعليقات: