الأحد

سياسة الفيس بوك .. تطور في الاساليب ام هروب من الواقع ؟

تشهد العوالم الافتراضية على الشبكة العنكبوتية حملة انتخابية مبكرة للساسة العراقيين ، او لنكون اكثر دقة في الوصف بان الحمى الاستباقية للانتخابات العراقية تجتاح العنكبوتية ، منافسة من نوع لم نعهده في الانتخابات الماضية ، فاغلب المرشحين العراقيين على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم وميولاتهم واجنداتهم واهدافهم وطموحاتهم واساليبهم في كسب التأييد او انتزاعه ، بالترغيب او الترهيب ، قد انشأوا مواقع لجمع المؤيدين والانصار في محاولة لايهام الخصوم والمتنافسين وربما الناخبين ايضا بحجم القاعدة الافتراضية لهم التي لا تعبر بالضرورة عن حجم نفس تلك القاعدة على ارض الواقع ، الحملة الانتخابية الفيسبوكية قد تشير في احد وجوهها الى تطور العقلية السياسية لدى بعض المرشحين العراقيين في استخدام الانترنيت اعظم اختراعات بني البشر لايصال افكارهم الى الناخبين لكنه ايضا مؤشر واضح الى هؤلاء الساسة يحاولون التقرب الى الناخب عبر العالم الافتراضي بعد فشلهم في التقريب اليه في العالم الواقع ، فساسة العراق بينهم وبين الشارع العراقي ملايين السنوات الضوئية لاسباب عدة لعل اوضحها فقدان الثقة ، لذا يلجؤون الى مواقع التواصل عبر الانترنيت والتي في الحقيقة لا توصلهم الى المواطن العراقي المغلوب على امره لان اغلب مناطق العراق محرومة من خدمة الانترنيت ، كما ان شريحة عريضة من العراقيين يعيشون الامية القديمة (القراءة والكتابة ) او الامية الحديثة ( التعامل مع التكنولوجيا ) ، لذا اعتقد ان المنافسة الانتخابية عبر الانترنيت منافسة فنتازية لا يجنى من وراءها الشيء الكثير انتخابيا ، حملات الفيس بوك الانتخابية هي بمثابة التعويض انتخابية لفقدان التاييد على ارض الواقع ، فما تنقله لنا الفضائيات ووسائل الاعلام يشير بما لا يقبل الشك ان مسيرات التاييد او الشجب والاستنكار لهذا المرشح او ذاك لا تحدث الا في مدن معينه تشهد نوعا من الاستقرار الامني او لانها مدن مغلقة على تيار معين دون الخوض في التفاصيل كونها معروفة لدى الجميع ، مواقع عربية وايرانية وتركية واوربية وامريكية دخلت ايضا على الخط الانتخابي ، مواقع قد لا يتعدى عدد متصفحيها من العراقيين اصابع اليد الواحدة يأخذ القائمين عليها جزء من كعكة الانتخابات باسنادهم لمرشحين عراقيين بحسب مرجعيتهم السياسية ، فتكاد لا تخلوا واجهات المواقع الايرانية من تاييد للاتلاف وانتقاد لمنافسيها وتوبيخ للمنشقين عنها ، بينما تتقدم المواقع القومية صور وترويج لبعض الساسة دون حلفائهم في نفس القوائم في اشارة الى مرجعيتهم العروبية ، قد يكون الانترنيت احد اسلحة الانتخابات في مجتمعات عدة اما في العراق فهو لا يتعدى محاولة للتعويض عن روح العملية التنافسية المتمثلة في النزول للشارع لكسب التاييد واقناع الناخب بجدارة الجلوس على كرسي البرلمان ، ولعل الايجابية الوحيدة للحملات الانتخابية الفيسبوكية هو تجيش مئات الشباب المتعلمين العاطلين عن العمل في تسير تلك المواقع ، وكأن قدر مشاكل العراق ان تكون لها حلول في العالم الافتراضي بينما تبقى معلقة في العالم الواقع

ليست هناك تعليقات: