الأحد

رسولنا الاعظم في عيون تولستوي

من المشاهير الذين أعجبوا بالإسلام وبرسوله الاعظم الأديب الروسي العملاق ليو تولستوي ، اعجاب مبرر لمفكر عملاق يرى الامور والاحداث بعمق بصيرة قل نظيرها ، ففي السنوات الأخيرة من حياته كان دائم التفكير والتأمل في معنى الحياة، باحثاً عن الطرق الموصلة إلى الله جل في علاه ، وكان دائم الاعتراض على العديد من العقائد المسيحية، ولا سيما عقيدة التثليث لكونه يعدها منافية لمنطق الوجود ، واثناء بحثه الحثيث في الاديان وقع بين يديه كتاب للعالم الهندي "عبد الله السهروردي" جمع فيه مختارات من أحاديث الرسول الكريم تحت عنوان (أحاديث الرسول محمد ) وقد أعجب تولستوي بهذه الأحاديث وبصاحبها إعجاباً شديداً، لدرجة أنه اختار بعض هذه الأحاديث وجمعها في رسالة صغيرة نشرها عام 1909م باللغة الروسية في دار نشر "بوسريندك " ، وقد تردد في روسيا حينها عن احتمال قوي بأن تولستوي اعتنق الإسلام وهذا ما تؤكده الأديبة الروسية المسلمة "فالاريا بروهوفا" التي كانت قد تزوجت من عربي وقضت مع زوجها 11 عاماً في المملكة العربية السعودية، وأتقنت اللغة العربية، وقامت بترجمة القرآن إلى اللغة الروسية ، وتقول الأديبة "فالاريا بروهوفا": إن تولستوي قد أسلم في أواخر حياته بعد قيامه بدراسة الإسلام ، وأوصى أن يدفن كمسلم، وتستدل على ذلك بعدم وجود إشارة الصليب على شاهد قبره ، وقد بذلت الحكومة الروسية جهدها في إخفاء هذه الحقيقة، خوفاً من انتشار خبر إسلامه ، الذي كان سيحدث تياراً من حب الإسلام بين أفراد المجتمع الروسي ، المعجبين بكتاباته والمؤمنين برجاحة عقله وعمق فلسفته ، ومع أن كتب وروايات تولستوي طبعت كلها مرات عديدة إلا أن الرسالة الصغيرة لم تطبع ثانية عن عمدا طبعا ، وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي تم طبع الرسالة بالروسية عام 1990م ، وفي عام 2005م قامت دار نشر تركية في إسطنبول بترجمة هذه الرسالة إلى اللغة التركية ، ومما يذكر أن تولستوي لم يُعجب بالفلسفة الشيوعية التي كانت قد انتشرت بسرعة بين المثقفين الروس آنذاك، ولم يجد فيها ما يشبع عقله وقلبه وروحه، ورؤية تولوستوي للإسلام تختصرها كتابات الرجل حيث كتب : " أنني واثق جداً بأن الإسلام يبدو متفوقاً على الدين المسيحي الذي تقدمه الكنيسة بدرجة لا يمكن قياسها ، ولو وضع أمام أي شخص حرية الاختيار بين الدين الإسلامي ومسيحية الكنيسة لكان على كل شخص عاقل اختيار الدين الإسلامي الذي له إله واحد ونبي واحد، وليس اختيار الدين المسيحي بثالوثه الغامض على الفهم والإدراك، وبمراسيمه في غفران الذنوب وبشعائره الدينية، وبتوسلاته لأم المسيح وبعبادة صور القديسين العديدين ، إن كل فرد من الأفراد، بل إن الإنسانية جمعاء، وكذلك الشعور الديني الذي يشكل قاعدة حياة الناس يتجه نحو التكامل ونحو النضوج. وكل شيء في الحياة يتطور ويتكامل. أما تطور الدين وتكامله فيتم باتجاهه نحو النقاء والبساطة، وكونه مفهوماً، وتخلصه من كل ما يجعله غامضاً. لقد سعى جميع مبلغي الأديان وواضعو أسسها منذ القدم إلى تطهير الحقائق الدينية من كل ما يجعلها غامضة ".
ثم يستعرض تولستوي أهم الأديان، ويرى أن هذا الفهم الصحيح كان موجوداً لدى واضعي أو مبلغي هذه الأديان، فأشار إلى كتاب فادا (كتاب الدين الهندوسي)، وموجود لدى موسى عليه السلام وبوذا وكونفوشيوس ولاوتوز وفي المسيحية وفي تعاليم محمد والكلام هنا لتولستوي ، ولكن أتى من بعدهم من أخلوا بصفاء هذه الأديان، حيث تراكمت عليها الخرافات. وذكر أن الدين الإسلامي أقل هذه الأديان تعرضاً للخرافات وأكثرها صفاءً
قال تولستوي: لقد ظهر لدي بأن محمداً كان يسمو على المسيحية في كل وقت، إنه لم يعدّ الإنسان إلهاً، ولم يعادل بينه وبين الله، يقول المسلمون: "لا إله إلا الله، محمد رسول الله" لا نجد هنا معضلة ولا سراً غامضاً "
فانظر ايها الانسان كيف ينظر عظاء البشر الى الامور وكيف يفلسفون الامور بمنطقية بعيدة عن التزمت الاعمى الذي لم يوصل بني البشر سوى الى المجهول ، انه لمن العيب علينا كمسلمين ان نكون بمستوى متخاذل ومنبطح فيما يخص دفاعنا عن رسولنا العظيم امام هجمات مدبرة بكثير من التخطيط تسعى لنقل صورة اخرى عن الاسلام والمسلمين من خلال الاساءة لرسولنا العظيم ، كما ان من واجبنا كمسلمين ان نراعي الله في سمعة ديننا ونبينا

* كاتبة عراقية في المهجر
الاميل للتواصل :
shafeekaalnasir@gmail.com


ليست هناك تعليقات: